أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، نتائج التحقيق الذي أجراه بشأن عملية إطلاق النار التي نفذها الجندي المصري محمد صلاح السبت الماضي، في المنطقة الحدودية المصرية الإسرائيلية، جنوب البلاد، وأسفرت عن استشهاد الجندي المصري ومقتل ثلاثة جنود إسرائيليين.
وحسب بيان أصدره جيش الاحتلال، فقد "كشف التحقيق أن شرطيًّا مصريًّا، توغّل من الحدود المصرية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، عبر معبر أمني في السياج"، ثمّ أطلق النار بعدها على الجنود الإسرائيليين القتلى، الذي تواجدوا في المنطقة.
وكشف التحقيق أيضا فشلا أمنيا وإهمال من القادة، لذلك تقرر إغلاق ممرات الطواري وتقليص دوام الجنود لأقل من 12 ساعة، وتوبيخ قادة في الجيش ونقل آخرين وتأخير ترقياتهم لمسؤوليتهم عن الفشل الأمني.
كما تقرر فرض عقوبات على عدد من ضباط الجيش العاملين في القيادة الجنوبية، وتحميل قائد الفرقة 80 العسكرية العاملة على الحدود مع مصر مسؤولية مقتل جنود إسرائيليين.
ووفق البيان، فإنه "بعد ساعات قليلة، شوهد المخرّب، وأطلَق النار من مسافة بعيدة باتجاه قوة من الجيش الإسرائيلي التي ردت بإطلاق النار"، ما أسفر عن مقتل جندي ثالث، وإصابة آخر.
وتبين من التحقيق "أن الأسباب الرئيسية لوقوع الحدث؛ هي المعبر الأمنيّ في السياج، الذي كان مخفيا، ولكنه لم يكن مقفلا"، بحسب ما زعم البيان.
ولفت البيان إلى "تدني جودة تطبيق مبدأ الأمن والدفاع في المنطقة الحدودية"، كما أشار إلى أنه من الضروريّ، "ترتيب الأولويات" بين الاستعداد للحدث الذي شهده الجيش، و"الاستعداد للتعامل مع تهديد التهريب"، الذي تشهده المنطقة.
وأشار البيان إلى أنه "لم يتم العثور على عيوب أو خلل في عمل الجنود الذين سقطوا (قتلى)، وقد برز هؤلاء الجنود بشكل إيجابي في أفعالهم كجنود في الجيش الإسرائيلي".
كما تبين، بحسب التحقيق، أن "انتشار قوات الدفاع في المنطقة التي تتميز بحوادث التهريب، إلى جانب عدد كبير من المسافرين الإسرائيليين؛ كان ضروريا. ومع ذلك، فإن التقسيم إلى أزواج (أن يكون في كل موقع مراقبة، جنديان)، ومدة المهمة، وطريقة التحكُّم، كان لابد من النظر فيه وتنفيذهما بشكل مختلف، وتم استخلاص العبر في هذا المجال، وتطبيقها".
وذكر الجيش أيضا أن "التحقيق أظهر بوضوح، أنه منذ اللحظة التي تمّ فيها التعرّف إلى المخرّب، في محيط المناطق التي تواجد فيها مسافرون إسرائيليون، سعت القوات (الإسرائيلية) الموجودة في المنطقة، للتواصل معه، وتصرفت بحزم، حتّى تحييده".
وأضاف أنه لم تكن هناك "فجوة في استجابة سلاح الجو، لمطالب الوحدة"، التي كانت على الأرض.
وأوضح أنه "كجزء من الدروس المعتمَدة للتنفيذ الفوريّ، تقرَّر إغلاق المعابر الأمنية في السياج، وتقليص مدة المهمة المستمرة للمقاتلين (في الجيش) من 12 ساعة متتالية، وتحديد حدّ أدنى مختلف للجنود، في مهمات من هذا النوع".
وأفادت هيئة البث الاسرائيلية بقرار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، عزل قائد الفرقة العسكرية التي تعمل قرب الحدود المصرية.
اقرأ/ي أيضا:
عائلة الجندي المصري محمد صلاح تخرج عن صمتها وتُعقّب على العملية
وبرز الجندي المصري محمد صلاح كأيقونة على خطى سليمان خاطر، الذي نفّذ عملية مماثلة وأسفرت عن مقتل عدد من جنود الاحتلال.
ولا تزال العملية تثير جدلاً واسعاً في "إسرائيل"، حيث اعتبر عميد الاحتياط في "جيش" الاحتلال، أورن أبمن، أنّ "مفهوم الدفاع عند الحدود المصرية انهار".
وقبل أيام، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ مصادر في الاحتلال الإسرائيلي تقدّر بأنّه "ستطاح رؤوس في قيادة المنطقة الجنوبية" بعد عملية الشرطي المصري.